روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كيف أتصرف مع.. عنف طفلتي؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كيف أتصرف مع.. عنف طفلتي؟


  كيف أتصرف مع.. عنف طفلتي؟
     عدد مرات المشاهدة: 1815        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لدي ابنة عمرها ثلاث سنوات واربع شهور مشكلتنا معها هي انها عنيفة بجميع تصرفاتها يعني اي كلام يزعجها مني او من والدها او اي احد تستخدم الضرب على طول

يعني تستخدم طاقة جسمها كلها بالضرب يعني اي شي يصير معها وتتضايق منه تضرب اي احد يجي قدامها

وبالاضافة لذلك فهي عصبية جدا وتصرخ وتعلي صوتها لاي سبب وعنيدة بشكل مو طبيعي

ماتسمع الكلام ولا ترد على احد وانا ووالده نحاول نتعامل معاها باللين والهدوء وما نضربها بس ما في فائدة لدرجة ان اخلاقها اثرت على علاقتي بزوجي صار ما يحب يجلس بالبيت ولا يحب يلعب معاها او انه يوديها اي مكان يعني عزل نفسه عنها وعني

وانا نفسيتي تعبت جدا وانقهر منها وابكي عليها بنفس الوقت وانا لدي مولود جديد عمره شهر ونصف ماني قادرة اتفرغ للعناية فيه واخاف ان طبعها ياثر على اخوها

ارجوكم ردوا وقولوا لي على طرقة اقدر اتعامل فيها مع بنتي حتى يتحسن طبعها وان شاء الله يكون عونكم لي في ميزان حسناتكم باذن الله

السلام عليكم ورحمة الله.

الأخت الكريمة مي فأسأل الله تعالى لك العون والتوفيق والرشاد في تربية أبنائك وأسأله تعالى أن يصلحهم ويجعلهم قرة عين لكم، وأشكر لك توجهك إلى موقع المستشار ـ معًا لحياة أسعد لمساعدتك في حل مشكلة أبنتك، فأقول وبالله التوفيق:

لم يتضح لي من خلال عرضك مؤشرات عن طبيعة حياتكم وعلاقتكم كزوجين ووالدين وآلية تعاملكم مع أبنائكم وإنما أبرزت نتيجة هو ابتعاد الأب عنكم بسبب عنف ابنته، وجزء من حل المشكلة هو فهم بيئة الطفل التي يعيش فيها.

وبشكل عام فإن العنف الحركي متوقع أكثر من الصبيان أما الفتيات فغالب عنفهن لفظي، كما أن عمر ابنتك سلمها الله لازال مبكرا جدا على العنف وليس من الصحيح أن توصف بأنها عنيفة بجميع تصرفاتها فالطفل في هذه المرحلة يبني شخصيته حسب طبيعة الحياة التي يعيشها والقدوات التي يراها.

كما أن وسيلة التعبير التي يتبعها عن نفسه غالبا ما تكون لغة الجسد فإذا فرح سارع بالركض واحتضن والده أو والدته وقبلهم وإذا ما غضب فإنه يسارع بإبراز غضبه بالصراخ والحركات بالأيدي والأرجل ولا يفهم مستوى العلاقة وطبيعتها وحدودها ولا يفهم من تصرفه إلا أنه تعبير عن غضبه.

ولا يقصد فيها التعبير عن عدم احترامه للشخص المقابل، كما أن الطفل في هذه المرحلة يكتب سلوكاته وعاداته وأخلاقه إيجابا وسلبًا ممن يحيط به أو يتعامل معهم أو ما يشاهده ويتابعه.

هذا بشكل عام ومختصر عن طبيعة الأطفال وهو مؤشر لأسباب العنف لدى ابنتك أصلحها الله ولعلاجها فإني أقترح عليك الخطوات التالية:

أولًا: الجئي إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء بأن يصلح أبنائك وأن يعينكم ويوفقكم في تربيتهم وصلاحهم وألحي في الدعاء.

ثانيًا: يجب أن تتناقشي في هذا الموضوع مع زوجك ووالد طفلتك لأنه مهم ولا يقبل التأجيل حتى لا تترسخ هذه السلوكات عند ابنتك وتصبح عادات وطبيعة شخصية مع تقدم العمر فيجب أن تتناقشوا في أسبابها وعلاماتها وتتفقوا على التعاون في الحل.

ثالثًا: أرجو أن تراجعي وزوجك طبيعتكما في التعامل فيما بينكم هل علاقتكما قائمة على المودة والتفاهم أم أن هناك قدرا من الصراخ والشجار والعنف، أخشى إن كان هذا موجودا أن يكون دافعا لابنتكم لتقليدكم فأنتم في كل الأحوال مثلها وقدوتها إن أحسنتم أحسنت وإن أسأتم أسأت.

رابعًا: لا تستعجلي في الحكم على ابنتك والتضجر منها لتصرفاتها بل تعاملي معها بتؤدة وصبر وحكمة وتفهمي رغباتها واثني على إيجابياتها وأشعريها بمحبتك لها وثقتك فيها وقدمي لها الهدايا وحققي لها الرغبات بمقدار متوازن إن عملت شيئا إيجابيا.

أكثري من احتضانها والمسح على رأسها وخديها وتقبيلها فهي تتأثر بالمشاعر، فاجئيها بهديتك إليها بما تحب من حلوى أو ألعاب، وتذكري أن كل هذا يجب أن يكون بمقدار من التعقل والتوازن حتى لا يتحول إلى تدليع مفرط وأنانية لديها.

خامسا: يجب أن تتفهمي طبيعة عمر ابنتك وحاجتها لبناء شخصيتها فتغاضي عن أخطائها اليسيرة ولا تكون حالك معها دوما التأنيب والغضب.

سادسًا:لا يكون تأنيبك لابنتك دائما بالصراخ والضرب فقط بل أدبيها إذا احتاجت بنظرة أو كلمة أو حرمان أو توبيخ هادئ أو ضرب خفيف أو مخاصمة منك لها فيجب أن تتنوعي في عقابك لها بما يناسب خطأها وأن لا يكون عقابك موجعا أو مزعجًا أو طويل الأمد أو يهين شخصيتها ويفقدها ثقتها في نفسها بل علميها التسامح ولتشعر بحبك ومودتك في عقابها وأنه لمصلحتها.

سابعًا: حاولي أن تراقبي البرامج التي تتابعها هل تتضمن عنفا أو هل من أقاربكم ممن يلعب معها من يمارس العنف في تصرفاته مع أقرانه كما آمل أن تعززي صداقتها لفتيات وأن تحتك بهم أكثر من احتكاكها بالفتيان حتى وإن كانوا من أقاربكم وفي نفس عمرها.

ثامنًا: اقرئي كتبا متخصصة في رعاية الطفل وتربيته لمرحلة ما قبل المدرسة لتفهمي طبيعتها وتحسني التعامل معها حسب خصائصها العمرية.

هذا ما تيسر والحمدلله فإن كان صوابا فتوفيق من الله تعالى وفضل وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله.

وأسأل الله تعالى أن يعينكم على صلاح ابنتكم وتربيتها وأن يجعلها قرة عين لكم، وبانتظار عودتك لنا لتبشرينا بتحسن حال ابنتك وفقك الله.

الكاتب: أ. عبيده بن جودت شراب

المصدر: موقع المستشار